لماذا تسقط الحجج المنطقية على آذانٍ صماء؟ كيف يمكن أن تبدأ حديثًا بناء مع جاهل  عنيد؟ هل يمكن أن تتغير الآراء في عالم منقسم متطرف كالذي نعيش فيه؟

في هذا الكتاب المنشور عام 2019، يحاول الكاتبان جيمس ليندزي وبيتر بوغوزيان الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، بدءًا بتعريف الحديث المستحيل، وهو أي حديث يبدو عديم الجدوى لأنه يحدث على طرفي شرخ غير قابل للردم من الخلاف في الأفكار أو العقائد أو الآراء السياسية والأخلاقية.

في هذه الحالات وغيرها، يكون أسلوب الإكراه أسوأ طريقة لتغيير قناعات أي شخص، فلم يسبق لأحد أن غير رأيه بعد أن تلقى صفعة لكل ما يؤمن به، ولن يظهر أحد تقبله لرأيك مهما كان منطقيًا إذا كان أسلوبك فوقيًا يفرض الرأي فرضًا ولا يناقشه.

يستغرب البعض تمسك الآخرين بآراء غير منطقية مثل كون الأرض مسطحة أو كون اللقاحات مؤامرة عالمية، لكن الواقع يقول إن البشر كائنات عاطفية عمومًا، فنحن قد نتبنى آراءنا نتيجة الثقة بشخص ما أو عقيدة معينة، ونستميت في الدفاع عنها وصم آذاننا عن صوت المنطق.

يضع الكاتبان عدة مبادئ لجعل النقاشات العقيمة فعالة، بدءًا من بناء علاقة ودية قبل الدخول في صلب الموضوع، فهذا كفيل بكسر الحواجز وجعل الطرف الآخر أكثر قابلية لإعادة النظر في رأيه دون الشعور بالحرج أو الإهانة.

بعد ذلك يأتي دور طرح الأسئلة والإصغاء إلى رأي الطرف الآخر باهتمام، ثم ذكر جميع نقاط الاتفاق لبناء أرضية مشتركة ثابتة قدر الإمكان. من المهم أن تظهر للطرف الآخر أنك تقدر وجهة نظره وتتفهمها تمامًا قبل أن تبدأ بالتطرق إلى رأيك الخاص.

يذكر الكاتبان زرع بذور الشك كطريقة مثالية لتحويل الآراء غير المنطقية. تصنع الجهل واطلب من الطرف الآخر توضيح مواقفه، مع السؤال بشكل محدد عن مواطن الضعف فيها. بهذه الطريقة يمكن أن تفتح عيني الآخر على الأخطاء في آرائه التي لطالما تمسك بها، وتساعده على الوصول بمجهوده الشخصي إلى الصواب.

لا أحد يحب التلقين وفرض الآراء خاصة إذا لم يطلب منك إبداء رأيك، أما التعاون والحوار البناء مع صديق مقرب يخلق جوًا مشجعًا على إعادة النظر في جميع المواقف والأفكار دون الخوف من الإحراج أو الأحكام المسبقة.

في عالم متطرف وغير منطقي، قد يكون الأسلوب الودي البعيد عن التلقين هو الحلقة المفقودة التي تردم أكثر الشروخ عمقًا.

نريد أن نعيد لمنطقتنا مجدها السابق.أتريد ذلك أيضاً؟

خلال العصر الذهبي، ساهمت منطقتنا ببعض أكبر الاختراعات والعجائب العلمية في العالم الحديث. نحن نعيد إيقاد روح المعرفة والمجد والأمل التي ألهمت المنطقة خلال هذه الفترة، ونحن بحاجة إليك.

انضم إلينا