رفضت ترك مقعدها في الحافلة، فصارت أيقونةً في مكافحةِ الفصل العنصري!

عُرِفَت قوانين “جيم كرو” – التي سُنَّتْ بعد انتهاءِ الحربِ الأهليةِ الأميركيةِ – بقوانينِ الفصلِ العنصري، وبُرِّرَتْ بشعار “منفصلون لكن متساوون” في المدارسِ والمطاعمِ والنقلِ فقد فُصِلَ بين راكبي الحافلاتِ على أساسٍ عرقي خُصِّصَتْ فيه المقاعد الأمامية للبيض والخلفية للسود. فإذا ما امتلأت الحافلة، كان على السود التخلي عن مقاعدِهم للبيض أو مغادرةُ الحافلة!

وفي عامِ ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسةٍ وخمسين (1955)، صعدت روزا باركس على متنِ الحافلةِ مساءً في مونتغمري. وحين امتلأتْ، طَلبَ السائقُ من أربعةِ ركابٍ سودٍ تركَ مقاعدِهم فاستجابَ ثلاثةٌ ورفضتْ باركس! ممّا أثارَ غضبَ السائقِ الذي لم يغيّر غضبُه وتكرارُ طلبِه من موقفِ “روزا” فاستدعى الشرطةَ فقُبِضَ عليها!

تقولُ باركس: “يقولُ الناس أنّي لم أتخلَّ عن مقعدي لأنني كنتُ متعبة لكن هذا غيرُ صحيح، لم أكنْ متعبةً جسدياً، لقد كنتُ متعبةً من الاستسلام”

أوقدتْ هذه الحادثةُ -خصوصاً بعد محاكمتها وتغريمها- حملةً شعبيةً لمقاطعةِ الحافلاتِ استمرّتْ ثلاثَمئةٍ وواحداً وثمانينَ يوماً (381) قوبِلَتْ بالتجاهلِ بدايةً ثُم بالعُنف من قبل جماعةِ “كو كلوكس” المتطرفةِ للبيض، ولمْ تنتهِ الحملةُ حتى أعلنتِ المحكمةُ العُليا في الولايات المتّحدةِ الأميركيةِ عدمَ قانونيّةِ الفصل العنصري.

لُقِّبَتْ “باركس” بــ “أمُّ الحركات المدنية المعاصرة” و “السيدةُ الأولى للحقوقِ المدنيةِ” حيثُ تابعت نضالَها لإلغاءِ جميعِ قوانينِ الفصلِ العنصريّ وتأسيسِ معهدٍ لتمكينِ السودِ من حقوقِهِم المدنية فاستحقّت الوسامَ الرئاسيَّ للحُرّيّة عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وستةٍ وتسعين (1996).

تُوُفّيَتْ “باركس” عامَ ألفين وخمسة (2005) وأُعلِنَ الحِدادُ عليها بحف مقاعدِ الحافلاتِ بالشاراتِ السوداءِ، وَ رَثت فضلَها وزيرةُ الخارجيةِ الأميركيةِ “كونداليزا رايس” قائلةً: “لو لم تقم باركس بتحريرِ السود، فلربما لم أكن موجودة الآن كوزيرة خارجية”

لم تكنْ “لا” باركس مجردَ “لا” لسائقِ حافلة! إنما كانت “لا” للظُّلمِ والعنصريِةِ ولتاريخٍ مظلمٍ كان الاحتجاج السلمي طريقَهُ ليُبصرَ النور!

نريد أن نعيد لمنطقتنا مجدها السابق.أتريد ذلك أيضاً؟

خلال العصر الذهبي، ساهمت منطقتنا ببعض أكبر الاختراعات والعجائب العلمية في العالم الحديث. نحن نعيد إيقاد روح المعرفة والمجد والأمل التي ألهمت المنطقة خلال هذه الفترة، ونحن بحاجة إليك.

انضم إلينا